کد مطلب:90681 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:121
ثم جاء علیه السلام حتی وقف علی القبور فقال: اَلسَّلاَمُ عَلَیْكُمْ[2] یَا أَهْلَ الدِّیَارِ الْمُوحِشَةِ، وَ الْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ، وَ الْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ، مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ، وَ الْمُسْلِمینَ وَ الْمُسْلِمَاتِ. یَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمین مِنْكُمْ وَ الْمُسْتَأْخِرینَ مِنَّا[3]. یَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، یَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، [صفحه 661] یَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، یَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا سَلَفٌ وَ[4] فَرَطٌ سَابِقٌ، وَ نَحْنُ عَمَّا قَلیلٍ[5] لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ. أَمَّا الدُّورُ بَعْدَكُمْ[6] فَقَدْ سُكِنَتْ. وَ أَمَّا الأَزْوَاجُ بَعْدَكُمْ[7] فَقَدْ نُكِحَتْ. وَ أَمَّا الأَمْوَالُ بَعْدَكُمْ[8] فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟. ثم التفت علیه السلام إلی أصحابه فقال: أَمَا، وَ اللَّهِ، لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِی الْكَلاَمِ لأَخْبَرُوكُمْ: أَمَّا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَقَدْ وَجَدْنَا مَا عَمِلْنَا، وَ رَبِحْنَا مَا قَدَّمْنَا، وَ خَسِرْنَا مَا خَلَّفْنَا، وَ تَزَوَّدُوا فَ[9] إِنَّ خَیْرَ الزَّادِ التَّقْوی. ثم بكی علیه السلام و قال: طُوبی لِمَنْ خَافَ الْعِقَابَ[10]، وَ عَمِلَ[11] لِلْحِسَابِ، وَ صَاحَبَ الْعِفَافَ[12]، وَ قَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ. اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَ لَهُمْ، وَ تَجَاوَزْ بِعَفْوِكَ عَنَّا وَ عَنْهُمْ. ثم قال علیه السلام: [صفحه 662] اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی جَعَلَ لَنَا الأَرْضَ كِفَاتاً، أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً. وَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذی مِنْهَا خَلَقَنَا، وَ فیهَا یُعیدُنَا، وَ مِنْهَا یُخْرِجُنَا، وَ عَلَیْهَا یَحْشُرُنَا[13].
رَحِمَ اللَّهُ خَبَّاباً، فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً، وَ هَاجَرَ طَائِعاً، وَ عَاشَ مُجَاهِداً، وَ ابْتُلِیَ فی جِسْمِهِ آخِراً[1]، وَ قَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ تَعَالی، وَ لَنْ یُضیعَ اللَّهُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً.
صفحه 661، 662.
و الجوهرة للبرّی ص 87. و الكامل ج 3 ص 199. و المستطرف ج 2 ص 316. و كنز العمال ج 13 ص 375. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 470. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 46. و نهج السعادة ج 6 ص 325. و نهج البلاغة الثانی ص 74.